قرر شادي وفادي أن يذهبا في رحلة إلى البحر، كانا سعيدين جداً، فهذه هي المرة الأولى التي سيذهبان فيها للبحر..
والآن كل شيء على مايرام، كل الأشياء اللازمة قد تم احضارها.. ولم يعد ينقص شيء سوى...
زجاجة ماء كبيرة فكما تعلم ياشادي السباحة تجهد الجسد وتشعر بالعطش.. اليس كذلك ياصديقي؟
رد فادي: يافهيم ماء البحر وفير، وكما تعرف فهو نظيف لايتسخ، وسنشرب منه.
انطلق الصديقان في رحلتيهما وما إن وصلا حتى كادا يموتا من العطش تحت الشمس الساطعة.
رأى شادي وفادي البحر من بعيد.. ياسلام كم هو جميل!
قال شادي لفادي: ماأروع البحر انظر كم هو كبير سوف أشربه كله عندما أصل إليه.
انكب شادي على الموجات المتحركة ووضع فمه على الماء ثم...
يااااااااااااع.. لاتشرب يافادي! لقد تذكرت أن مياه البحر مالحة!
ترى لماذا طعم البحر مالح؟ ومن أين جائت كميات الملح الكبيرة إليه، لو كان شوربة لما استسغت طعمه يااااااااع إنه مالح مالح..!
يكتسب البحر ملوحته من مياه الأنهار والجداول التي تصب فيه والتي تحتوي على مواد ذائبة، حملتها المياه من الصخور والحجارة التي تعترض طريقها..وأهم هذه المواد هو ملح الطعام المعروف كيميائياً بكلوريد الصوديوم الناتج عن حتّ الصخور، كذلك يحصل البحر على المعادن من الفوارات البركانية الموجودة في القعر.
بعد أن تذكر شادي وفادي هذه المعلومات.. تسألا..
هل صحيح أن ملوحة مياه البحر تتزايد مع مرور الأيام نتيجة عملية حت الصخور الدائمة؟ ؟
عندما يتبخر الماء من البحر تبقى الأملاح والمعادن فيه، ولكن لهذه الأملاح مصارف عدة تساعد على تخفيف ملح البحر، فمنها ما يترسب في الأعماق، وتمتص بعضها الآخر الكائنات البحرية، أما النسبة الأكبر منها فتبقى ذائبة في المياه .
و هكذا منذ تكونت البحار والمحيطات قبل مليارات السنين ونسبة الأملاح تزداد مع الوقت، ولكن بشكل ضئيل، وتصل هذه النسبة اليوم إلى 3% وهي نسبة عالية.
واذا افترضنا أن كل مياه البحار تبخرت فإن هذه الأملاح تستطيع تشكيل قشرة بسماكة 50 متراً فوق أراضي المحيطات الجافه ! .
ولكن لم نعرف إلى الآن ما الحكمة من كون البحر مالحاً؟
لو لم يكن البحر مالحاً لفسدت مياهه ولتعفنت جثث الكائنات الحية التي تموت في قاعه، فالملح كما نعرف مادة معقمة حافظة..
والآن هل عرفت لماذا مياه البحر مالحة؟؟