لم تكن نتائج القرعة مجحفة بالنسبة للمنتخب الوطني الجزائري، من خلال وقوعه ضمن مجموعة متكافئة على العموم، مقارنة بالمنتخبات الإفريقية الأخرى التي وقعت في مجموعات صعبة، إذ باستثناء المنتخب الإنجليزي الذي يرشحه النقاد للوصول إلى نهائي المونديال أو حتى التتويج باللقب العالمي نظرا للمستوى الكبير الذي وصل إليه منذ إشراف المدرب الإيطالي فابيو كابيلو عليه، فإن ''الخضر'' قادرون على الوقوف الند للند أمام كل من الولايات المتحدة الأمريكية وسلوفينيا.
قبل الشروع في سرد قراءة تقنية لمنافسي المنتخب الوطني ضمن المجموعة الثالثة، تجدر بنا الإشارة إلى أن الجزائر لم يسبق لها وأن واجهت في السابق إنجلترا، الولايات المتحدة الأمريكية وسلوفينيا سواء في منافسات رسمية أو ودية، مما يعطي لمواجهات الفريق الوطني الثلاثة نكهة مميزة خاصة أمام إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية التي يقطن فيهما آلاف الشباب الجزائريين الذين سيتنقلون حتما إلى جنوب إفريقيا من أجل مناصرة ''الخضر'' على خلفية الاعتزاز بانتمائهم إلى الجزائر.
ولا يختلف اثنان على أن منتخب سلوفينيا هو أقل شأنا من المنتخبين الإنجليزي والأمريكي مما يجعل الجزائر مرشحة لبدء المنافسة في أحسن الظروف المعنوية لكونها تقابل سلوفينيا في أول مباراة، مثلما قاله المدرب الوطني الأسبق رشيد شرادي الذي أبدى تفاؤله بإمكانية مرور ''الخضر'' إلى الدور الثاني، ''لأننا نملك مجموعة قادرة على دحر هذا المنافس، وحينها سيكسب الشبان الثقة في النفس التي تجعلهم يتفاوضون جيدا في المباراتين الأخريين''. ويتفق المستشار الفني في ''الكاف'' بوعلام لعروم مع رأي المدرب رشيد شرادي حين قال أن حظوظ المنتخب الجزائري قائمة للتأهل إلى الدور الثاني، نظرا لتوازن المجموعة الثالثة مقارنة بالمجموعات الأخرى التي تتواجد فيها المنتخبات الإفريقية الأخرى قبل القيام بتحليل تقني لمنافسي الجزائر، حيث أوضح أن هناك تشابها في طريقة لعب المنتخبين الأمريكي والإنجليزي، من خلال اعتمادهما على السرعة في الأداء والمهارة الفردية، لكن تغيب فيها اللمسة الإبداعية التي من شأنها أن تحدث الفارق، وبالتالي، ''فإذا وصل منتخبنا الوطني إلى إعداد تنظيم جيد داخل الميدان، يمكننا اللعب بدون سهولة''، على حد قول لعروم، الذي اعتبر سلوفينيا المنافس الذي يمكن تجاوز عقبته نظرا لسذاجته من حيث التنظيم الجماعي وتجربته في مثل هذه المنافسة العالمية التي يشارك فيها للمرة الثانية بعد الأولى التي كانت عام 2002 باليابان وكوريا الجنوبية. ''صحيح أن سلوفينيا تعتمد بالخصوص على المهارات التقنية الفردية المستلهمة من طريقة لعب البلد الأم يوغسلافيا، وكذا إنجازها لمشوار جيد في التصفيات، لكنها تبقى في متناولنا لأن التشكيلة الوطنية بمستواها الجيد ستزيد نضجا في نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة''.
لكن بالمقابل، فإن الإنجليز، الذين كانوا قبل إجراء القرعة، يأملون في وقوعهم ضمن مجموعة الجزائر لتسهل مهمتهم للمرور إلى الدور الثاني، أبدوا تفاؤلا كبيرا بعد الإعلان عن نتائج القرعة، بقهر ''الخضر'' مثلما راح إليه الحارس الدولي الأسبق دافيد سيمان والمدرب الأسبق للمنتخب الإنجليزي تيري فينابلس اللذين اعتبرا مباراتي إنجلترا الأخيرتين أمام الجزائر وسلوفينيا شكليتين، وهو ما يجعل ذاكرتنا تعود إلى تصريحات الألمان عقب قرعة مونديال .1982 لكن ليت المدرب الحالي للتشكيلة الإنجليزية، الإيطالي فابيو كابيلو، كانت له نفس النظرة، حتى يمكن لرفاق زياني مباغتة الإنجليز، بل أقر في تصريحاته بقوة المنتخب الجزائري الذي يملك مجموعة متجانسة.
وإذا كانت الجزائر ستستفيد هذه المرة من بدء المنافسة أمام منتخب متواضع، مقارنة مع دورتي 1982 و1986 حين قابل ''الخضر'' في أول مواجهة ألمانيا والبرازيل على التوالي، فإن العائق الذي يشغل بال المدرب الوطني رابح سعدان يتمثل في إجراء المباراة الأولى والثالثة في منطقتين على ارتفاع 1300 م و1600م، مما يتوجب التأقلم مع هذه الطبيعة ليكون الفريق في أوج لياقة.